‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرائيل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اسرائيل. إظهار كافة الرسائل

2/07/2022

مواسم الكراهية في عصر الكورونا

كا ن الاعتقاد السائد أنه عندما تواجه البشرية خطرا داهما سوف ينسى البشر خلافاتهم ولو مؤقتا وسوف يقفون  جنبا الى جنب من أجل حماية الجنس البشري ، ولكن مع تصاعد خطر جائحة الكورونا بدا أن العكس قد حدث ، فلقد أظهرت العديد من الدول والكثير من البشر قدرا من الكراهية والانتقام مستغلين كورونا كوسيلة لتصفية الحسابات مع الأعداء والمختلفين معهم .

باعتبار أن بداية الفيروس جاءت من الصين ، فلقد اعتبرها الرئيس الأمريكي فرصة للانتقام من الصين التي طالما اعتبرها عدوا للولايات المتحدة ، ليصف فيروس كورونا بالفيروس الصيني وهو ما رفضته الصين معتبرة أن ذلك يعتبر بمثابة وصم للصين والصينيين ،وقد جاء ذلك ردا على قيام متحدث باسم الخارجية الصينية بتوجيه الاتهام والتساؤل عن كون الجيش الأمريكي هومن أدخل السلالة الجديدة للفيروس الى الصين .

وبينما اتهم مرشد الثورة الايرانية خامنئي أمريكا باحتمال تورطها في صنع الفيروس أو قيامها بارسال  دواء يؤدي الى تفشي الفيروس وليس علاجه ، عرضت الولايات المتحدة ارسال مساعدة طبية لايران ولكنها في الوقت نفسه رفضت رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران ،وبينما تتهم ايران الولايات المتحدة فلقد تم اتهامها من قبل خصمها السياسي الأكبر في المنطقة السعودية التي اتهمتها من خلال مجلس الوزراء السعودي بنشر الفيروس وذلك بسبب ادخالها لمواطنين سعوديين دون ختم جوازتهم وهو ما اعتبرته السعودية  خطرا صحيا ومسئولية ايرانية عن انتشار الفيروس ، كذلك لم تكتف السعودية بما أصاب أسواق العالم من انهيار بسبب الكورونا فقررت القيام بالقضاء على خصومها في انتاج البترول واخراجهم من السوق وذلك عن طريق زيادة انتاجها بشكل مفرط من البترول لتصيب أسواق المال في العالم بصدمة اضافية .

أما الخصومة السياسية القائمة بين النظام المصري والنظامين القطري والتركي فان تلك الأنظمة لم تفوت الفرصة في الاستفادة من الكورونا لتحقيق انتصارات والحاق الضرر بالخصوم ،فقبل الاعلان عن حالات مصابة في تركيا يعلن أحد الاعلاميين المصريين المقربين من النظام بوجود عشرات الحالات في تركيا وأنها قد أصبحت مقبرة السائحين وأنها تخفي أعداد المصايبن وأنها ستصبح الدولة رقم 2 في عدد الحالات بعد الصين ،بينما كانت المواقع والقنوات التابعة لقطر وسيلة لنشر الشائعات حول عدد الحالات في مصر غير مستندة لأرقام حقيقية أو موثقة ، كما عملت على استجداء المشاعر الدينية ضد القرارات المتخذة بايقاف صلوات الجماعة في مصر والتلميح الى أنها حرب من الحكومة ضد الشعائر الدينية والمتدينيين .

فلنقتلهم بالكورونا

كذلك اعتبر العديد من المواطنين العرب أخبار تفشي كورونا في اسرائيل بالاخبار السعيدة ، ويبدي الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي سعادته وسخريته من اصابة ووفاة الاسرائليين ويمطرونه بالدعوات المتمنية المزيد ، وكأن كورونا هو سلاح للمقاومة بديل لحالة العجز العربي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ، كذلك كانت هناك نبرات شماتة  وسخرية بسبب اصابة عدد كبير من الأوروبيين بالفيروس والتشفي عن طريق انعكاس الوضع بأن يصبح الأوروبي هو من يتمنى اللجوء الى افريقيا والدول العربية عن طريق تلفيق خبر عن الامساك بقارب هجرة غير شرعية في مصر قادم من ايطاليا ، زكذلك كانت الفرصة سانحة لأصحاب التوجهات العنصرية ضد الصينيين لاشاعة معلومة غير صحيحة عن انتشار الكورونا بسبب أكل الصينيين للخفاش ووصلت العنصرية  لانزال مواطن صيني من قبل السائق وتعرضه للتنمر .

واستمرت المعارك القائمة بين أتباع الأديان المختلفة على مواقع التواصل فيمكنك مشاهدة التعليقات الساخرة من العقيدة المسيحية ردا على خبر دعوة البابا في مصر لاقامة صلاة جماعية من أجل تدخل الله وحفظ البلاد والعالم من كورونا ، وكذلك اشتعلت المعارك بين العلمانيين والمتدينيين في مصر وبخاصة  الجدل الذي كان قائما حول اقامة صلاة الجمعة ، فهناك من تمنى اغلاق المساجد على هؤلاء المتدينيين ليصابوا بالعدوى وحدهم دون ايذاء باقي المجتمع واعتبروهم السبب في انتشار الفيروس ، وفي المقابل اتهم المتدينون العلمانيين بأنهم كارهين للصلاة وللدين ومنهم من اعتبر الفيروس فرصة للدعاية للنقاب وعدم الاختلاط ومن اعتبره عقابا الهيا بسبب كثرة المعاصي ، كذلك وجد بعض كارهي الراسمالية كورونا فرصة للتبشير بنهاية الراسمالية والفرحة بهزيمتها .

لم تقتصر معارك كورونا على القضايا الكبرى بل واصل الكثيرون اعتبارها سلاحا للانتصار في المعارك الصغيرة ، فبين ناشطة نسوية نعنبر بقاء الرجال في المنزل بسبب كورونا بمثابة فرصة لاجبارهم على القيام بنصيبهم من أعمال المنزل ، وبين رئيس نادي كروي يرى أن تأجيل الدوري عقاب من الله ، وجاء خبر قيام بعض الأفراد بعمل مسيرة في الاسكندرية بسبب الفيروس بمثابة فرصة لتصفية الحسابات ، فاعتبر مؤيدي النظام في مصر هذه المسيرة مؤامرة اخوانية للاخلال باستقرار الدولة ، واعتبرها   بعض أصحاب شعار “التنوير” مؤامرة سلفية ، واحتفى بها اعلام الاخوان باعتبارها اثباتا للهوية الاسلامية ومعارضة للنظام ، واعتبرتها وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للسخرية والانتقام من الاسكندرانية الذين يقومون بالسخرية من “الفلاحين ” ، لم ينظر أحد للخوف الانساني الذي قد يكون الدافع الأكبر لاحتياج الانسان لأن يهتف الله أكبر وأن يحس بتواجده ضمن مجموعة تحسسه بالأمان في مواجهة الوباء ، وهو مشهد مشابه لمشهد النهاية في فيلم “النوم في العسل ” عندما خرج الناس في مظاهرة ليقولوا آآه .

أضواء في ظلام مواسم الانتقام

بالطبع لم تتحول البشرية بالكامل لأدوات انتقام في مواجهة جائحة كورونا  فهناك الكثير من المواقف المضيئة التي تحمل الأمل وسط المأساة ، فممثل قنصلية ايطاليا في مصر يشكر مستشفى اسنا في صعيد مصر  لانقاذهم حياة 10 سائحين ايطاليين فوق ال 70 عاما ورعايتهم كالمصريين ، وهناك مطاعم مصرية فتحت أبوابها مجانا للمحتاجين ، وأصحاب مطاعم شعبية تبرعوا بالملايين ،وجددت الصومال التأشيرة ل7 ايطاليين ليستمر وجودهم في الصومال خوفا من تفشي الوباء في ايطاليا ،كذلك قامت دولة الكويت بتخطي الخلافات السياسية وقدمت 10 ملايين دولار كمساعدة انسانية لايران واستنكرت العقوبات الاقتصادية الموقعة عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .

نعم استمرت الكثير من الظواهر السلبية في العالم والمجتمعات مع وجود جائحة الكورونا ، الا أن العالم سوف يحتاج عاجلا أو آجلا لمراجعة الكثير من أفكاره وعيوبه  بعد انتهاء هذه الأزمة ، فخطاب العنصرية وكراهية الآخر لم يحمي مجتمعا بعينه أو عنصرا دون الآخر ، فالكارثة لم تفرق بين ابيض أو أسود أو بين غني وفقير فالعالم احتاج الجميع بكل أجناسه وطبقاته .

لا بد أن تتغير أولويات الانفاق العالمي فثبت أن انفاق الدول لمئات المليارات على السلاح لم يحمي دولة مثل الولايات المتحدة صاحبة أقوى ترسانة عسكرية في العالم ، ولم يحمي دولا عربية كثيفة الاستيراد للسلاح مثل السعودية ومصر ، فلقد احتاجت الشعوب للبنية الصحية والمؤسسات العلمية التي تحصل على نسبة ضئيلة من الموازنات المالية مقارنة بميزانيات السلاح .

كذلك أثبتت الأزمة تراجع منطق ترك الدولة المجال بالكامل للقطاع الخاص المعتمد على الربح الذي لا يمكن الاعتماد عليه وحده في الأزمات ، فلا بد من استمرار دور الدولة في قطاعات مثل الصحة والتعليم   لتستطيع مواجهة الأزمات الكبرى ، وكذلك ستتم اعادة النظر في الرؤى المهتمة بالاقتصاد على حساب أرواح البشر وحياتهم والمستعدة للتضحية بجزء من الشعب حتى يستمر الاقتصاد مزدهرا ، اما أن نستفيد من دروس المحنة واما أن نحولها أن نحولها لموسم جديد من مواسم الكراهية ، فماذا نحن فاعلون ؟


12/19/2011

فرع للنيل من اثيوبيا لاسرائيل

لموظفة : اسرائيل بتعمل صلات مع جنوب السودان و اثيوبيا علشان يمنعوا عننا النيل موظف : اه بس احنا لينا حصة المشكلة انها مبقتش تخفي الموظفة : مش بس يقللوا الميه اللي جايلانا لاء ده اسرائيل هتاخد فرع من النيل الموظف : ازاي؟ الموظفة : هيعملوا فرع للنيل من اثيوبيا لاسرائيل