‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحكم العسكري. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحكم العسكري. إظهار كافة الرسائل

2/11/2022

على الله حكايتك يا منسوب النيل


من قرابة ال 8 سنوات ومع دخول مصر منعطف العنف والحكم العسكري كان لا بد من ايجاد حجة للرد على المطالبين بحقوق الانسان على النسق الغربي أو العالمي، فنشأت واحدة من أكبر الأكاذيب الاعلامية على طريقة جوبلز وهي عبارة منسوبة لجيمس كاميرون رئيس وزراء بريطانيا " حين يتعلق الأمر بالأمن القومي لا تحدثني عن حقوق الانسان" واستخدمها المئات من الاعلاميين والكتاب والملايين من الشعب لفترة طويلة حتى بعد نفي السفير البريطاني بنفسه لتلك الشائعة.
ومنذ أسابيع قام الممثل العريض أحمد العوضي بنشر عبارة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي تقول «إذا انخفض منسوب النيل فليهرع كل جنود كمت ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيّد جريانه، منقوش على جدران مقياس النيل بالمنيل».ومع تأكيد المختصين عدم صحة العبارة، فمقياس النيل نفسه لم يكن موجودا أيام الفراعنة وأحيانا يتم نسب العبارة لمعبد فرعوني آخر مثل ادفو أو غيره حسب الظروف، ومع بحثي عن العبارة وجدت أنه تم الاستشهاد بها في مقالات قد نشرت في المصري اليوم والاهرام وجريدة الشرق الاوسط، فلا جديد في مصر ولم نتعلم طوال السنوات الماضية سوى أن نبحث عن ما يؤيد رغباتنا ويحمينا من الخوف حتى لو كان كذبة أو افتكاسة غير منطقية ونقلها بالسمع دون التحقق منها، من مديح هتلر للجندي المصري وصولا لتحويل العوضي جدران المعابد لمكان يحصل منه على "لازمة" جديدة قد تصل به لبطولة مسلسل فرعوني على طريقة سنرجي بدلا من عمرو يوسف.

5/01/2015

فصال السيسي وسوابق سيمنس


يقف السيسي أمام جمهوره في شرم الشيخ يتحدث عن مهاراته في التفاوض و”الفصال” مع شركة “سيمنس” الألمانية. يستقبل الجمهور كلامه بالتصفيق المتواصل والضحك، ثم يشكر الشركة على تعاونها، ويطالبُ الجمهورَ بالتصفيق للشركة التي ساعدتنا في ظروفنا الصعبة.

“لقد تم التعاقد على جزء من الديون اليونانية أثناء ديكتاتورية الضباط، 1967- 1974. وخلال تلك المدة، تضاعفت الديون أربع مرات، وكان جزء آخر منها على حساب السكان ومضرًا بهم (باعتبار أنها كانت تهدف على نحو واسع إلى إنقاذ مؤسسات القروض الفرنسية والألمانية)، إلى جانب أن جزءًا ثالثًا من تلك الديون كان نابعًا من فساد الحكام السياسيين، وذلك عبر الشركات متعددة الجنسية الراغبة في بيع منتجاتها (التي كانت فاسدة أحيانًا) لليونان، على أن يكون الثمن من خلال ديون (مثل الشركة الألمانية سيمنس Siemens)”. من مقال “الصراع الدولي حول الديون” لـ “رينو لمبار” من النسخة العربية لـ “لوموند ديبلوماتيك”.

سوف يسمع الكثير من المصريين خبر تعاقد الحكومة المصرية مع شركة “سيمنس” بـ 10 مليارات دولار، وسوف يفرحون، باعتبار أننا نجحنا في المؤتمر وجذبنا مليارات جديدة وجذبنا شركة عالمية للاستثمار في مصر. بينما هم لا يدركون أن هذا المبلغ هو دين سوف يدفعونه هم وأولادهم، وأن من تعاقد عليه، دون رقابة من مجلس تشريعي أو حتى رقابة قضائية لاحقة، هو الرجل الذي كانوا يضحكون لمهاراته في “الفصال”.

يعتمد السيسي في مواجهة المشاكل على نفس المنهج تقريبًا، وهو “الهروب إلى الأمام”؛ فبدلًا من مواجهة مشاكل العاصمة من مرور وصرف صحي ونظافة وفساد محليات وباعة جائلين ومواصلات، فإنه يخرج علينا بمشروع غامض الملامح باسم “العاصمة الجديدة”، التي هي مجرد امتداد إداري للعاصمة القديمة؛ وذلك لكي ننشغل جميعًا ببالون الاختبار الوهمي وننسى أن مشاكل العاصمة الرئيسة تزداد، بينما ينشغل قطاع من الشعب باختيار اسم جديد للعاصمة الوهمية؛ لنظل سابحين في مثل هذه الأوهام حتى نستيقظ على كوارث صغيرة أصبحنا نعتبرها حوادث عادية: تصادم سيارات يؤدي إلى قتل العشرات، أو مقتل أطفال بسبب اصطدام قطار حربي بسيارة رحلات مدرسية، أو أن ننتظر لنستيقظ ونجد أننا قد أصبحنا مثل اليونان، يطالبنا الدائنون بمليارات لا نستطيع دفعها، بعد أن استنفذنا كل وسائل المساعدة من منح واقتراض واكتتاب ومؤتمرات اقتصادية؛ وعندها سوف نضحك من أنفسنا عندما كنا مستمتعين بـ “فصال” السيسي مع الشركة الألمانية.