‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيد درويش. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيد درويش. إظهار كافة الرسائل

1/11/2022

مشوار محمد منير من عمق النوبة لقشرة المنتجعات

 

يعبر المغني عن مجتمعه ، يتحول بتحولاته ويتغير بتغيره ، هل يغير المجتمع الفنان أم على الفنان أن يسعى للعكس ؟ فكما جاء علي لسان سيد درويش فنان الشعب ” “حينما يكون الوطن في حالة ثورة ، فالفنان الذي لا يُسخّر فنه لتلك الثورة هو فنان (فالصو)” [1] ، كيف تأثر محمد منير بالتغيرات السياسية والمجتمعية والاقتصادية التي عايشها منذ بدايته وحتى يومنا هذا. 

بدأ محمد منير مشواره الغنائي بألبوم  أمانة يا بحر عام 1977م والذي تبدو فيه بصمات ثلاثة من مكتشفيه وهم الشاعر عبد الرحيم منصور والذي كان مشهوراً في ذلك الوقت بسبب تعاونه مع الموسيقار بليغ حمدي ، والملحن أحمد منيب ، والملحن والموزع هاني شنودة.

الألبوم يبدو منشغلاً بفكرة الغربة التي شغلت المصريين في السبعينات ، فبعد انفتاح السادات سافر الملايين من المصريين للخارج وخاصة لدول الخليج النفطية بحثاً عن لقمة العيش ، وهو ما جعل الكثير منهم مهمومين بفكرة الغربة التي لم يعتدها كشعب إعتاد الاستقرار على ضفاف نهر النيل ، فجاء الألبوم الذي كان اسمه في البداية “أمانة يا بحر” مليئا بأغنيات الغربة والسفر “علمونى عنيكى أسافر .. علمونى أفضل مهاجر” لأغنيات “ايه يا بلاد يا غريبة ” و”قول للغريب” و “امانة يا بحر” ، وكما يروي الفنان هاني شنودة  في لقاء تليفزيوني لم يحقق الألبوم نجاحاً يُذكر ولكن بعد نجاح ألبوم “بنتولد” قامت الشركة المنتجة بإعادة طرحه في الأسواق بإسم “علموني عينيكي”.

جاء الألبوم الثاني لمنير “بنتولد ” خطوة للأمام حيث تنوعت فيه توزيعات “هاني شنودة ” والتي يمزج فيها بين إيقاع المقسوم الشرقي وموسيقى الجاز والروك ، وانضم لعبد الرحيم منصور شاعرين شابين هما مجدي نجيب وسيد حجاب ليعبرا عن مشاكل شباب السبعينات الوجودية ، مثل الموت والميلاد ومعنى الحياة وعن مفردات جديدة للحب في أغاني مثل “أكلم القمر” و”مدي إيدك” ، وأشكال الحرية والانطلاق في أغاني “حلي ضفايرك” و”بافتح زرار قميصي ” ، كان هذا الألبوم بداية لمغني جديد يغني للحياة وللفلسفة والحرية ويغني للحب بمفردات ومعاني وموسيقى جديدة ، وهي الأغاني القريبة من روح أغاني الفرق الموسيقية المصرية  التي لاقت رواجاً في السبعينيات مثل فرقة المصريين لمؤسسها هاني شنودة وطيبة لحسين ومودي الإمام.

“شبابيك” الثمانينيات تصنع نجما جديدا

مع بداية الثمانينيات كان المجتمع يبدأ عصراً جديداً ، رئيس جديد يأتي بعد  عبد الناصر والسادات ، بداية جديدة تفاءل فيها المجتمع بعصر يمزج بين الحرية والعدالة الإجتماعية بعد عصر من انفتاح اقتصادي أصاب المجتمع بشروخ عديدة ، مجتمع استعد لاستقبال نجوم جدد وبخاصة في مجال الغناء بعد رحيل النجوم الكبار مثل عبد الحليم حافظ وظهور موجة قوية من الغناء الشعبي بزعامة أحمد عدوية وكتكوت الأمير يفتح  منير شبابيك جديدة يمزج فيها الألحان النوبية بالموسيقى الغربية التي انتشرت في مصر في السبعينيات.

يأتي ثالث ألبومات محمد منير”شبابيك” والذي تعاون فيه مع شركة إنتاج جديدة هي سونار والتي اضافت لمنير المزيد من الاهتمام والدعاية حيث وصلت للإعلانات التليفزيونية ، كان أبرز ما في هذا الألبوم النقلة الموسيقية التي قدمت مزيجاً من الموسيقى المصرية وموسيقى الروك والبلوز، مزيج جديد ولكنه في نفس الوقت ليس صادما لمستمعين شباب يبحثون عنه منذ سنوات ووجدوا ضالتهم فيه ، ليصنع هذا الألبوم نجماً جديداً في عصرٍ جديد ويأتي معه جيل جديد من المطربين ، علي الحجار ومدحت صالح ، ويرى منير  في لقاء في برنامج “حوار صريح جدا” أن رائد هذا الإختلاف هو الفنان محمد نوح باختلافه وخروجه عن شكل المطرب التقليدي.

انضم منير بعد ذلك لشركة اشتهرت بتوزيع الألبومات الأجنبية وهي شركة ساوند أوف أمريكا ، ليبدأ معها مرحلة جديدة مختلفة بألبوم “شيكولاتة” الذي افترق فيه عن فرقة “يحيى خليل”  بعد خلافات كبيرة عن كون كل منهما هو صاحب ذلك المشروع الغنائي الحقيقي وعوضاً عن ذلك استعان فيه بموزعين مصريين شباب مثل طارق مدكور وعماد الشاروني وفي الجانب الغربي استعان بفريق ألماني موسيقي لتوزيع الأغنيات ، وكان ضمن هذا الفريق عازف العود والجيتار الألماني “رومان بونكا” الذي سوف يستمر مع منير حتى اليوم ، كان “شيكولاتة” يحتوي على الجديد في من تعاملوا مع منير مثل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والملحن كمال الطويل وهو ما كان بمثابة اعتراف من جيل الكبار بمنير .

محاولة فاشلة للاعتزال بعد سقوط حائط برلين

في نوفمبر 1989م جاء سقوط  حائط برلين وما تلاه من إنهيار الإتحاد السوفيتي وتفكك الكتلة الشرقية بمثابة صدمة للكتاب والمثقفين المصريين ، وبخاصة أصحاب التوجهات اليسارية والقومية ، وقد أثر ذلك على المناخ الفني الذي شاهد فكرة السوق الحر وهي تنتصر في مقابل فكرة الفن الملتزم المسيس.

أما منير فقد أعلن عن نيته الإعتزال وقام بإصدار ألبوم ” مشوار ” في شكل شريطين كاسيت يعيد فيهما توزيع أغانيه القديمة ، لم يلاق الألبوم رضاء جمهور منير الذي فضل التوزيع القديم للأغاني ، بينما برزت في الألبوم أغنية جديدة وهي “ابن ماريكا” التي يحذر فيها من الوقوع تحت سيطرة أمريكا وإسرائيل فكانت الأغنية السياسية الأكثر مباشرة في مشواره ، كان من الواضح أن التهديد بالاعتزال هو مجرد إحتجاج على مناخ موسيقي سيطرت عليه الموجة الشبابية بقيادة حميد الشاعري ، وتراجع فيه الإهتمام الإعلامي بمنير وجيله لصالح أغاني خفيفة لا تقدم مضموناً حقيقياً .

دخل منير بعدها مرحلة جديدة  في التسعينيات بتعاونه مع المنتج عمرو محمود ” شركة ديجيتك ” ، وهو موزع وملحن ايضا ، بدأ منير من خلال هذه المرحلة النظر إلى الجمهور الشبابي الجديد ، فنجد في ألبوم “ممكن” أغنيتين مصنوعتين لهذا الجمهور هما “الليلة ديا” و “نظرة واحدة” الشهيرة ب “مش كل كل ولا أي أي” ، كانت الفكرة هي جذب الجمهور الجديد من خلال أغنيتين راقصتين ثم إستكمال الألبوم بأغان متميزة تنتمي لتجربة منير الحقيقية مثل “ممكن ” للشاعر مجدي نجيب و “برج حمام” و “شتا” للشاعرة كوثر مصطفى ، وحققت التجربة المطلوب منها وهو تحقيق النجاح التجاري لألبوم  أغلبه غير تجاري.

كرر منير التجربة مع عمرو محمود في ألبوم “من أول لمسة” ، وبدأ منير في تجربة سوف تستمر معه طويلاً وهي إعادة غناء وتوزيع أغان قديمة معروفة أحياناً ومجهولة أحياناً ليقدمها مرة أخري، فكانت البداية مع أغنية شادية “يا حبيبي عودلي تاني ” مناسبة جداً لمنير لأنها من السلم الخماسي الذي تعتمد عليه الموسيقى النوبية والسودانية ، وصولاً لأغنية فايزة أحمد ” لقيتك فين ” وقد غناها باسم ” اللي غايب ” عام 2019م . 

وفي ألبوم “الفرحة” آخر ألبوماته مع شركة “ديجيتك” يتجه منير بشكل أكبر للأغاني التجارية ، وفي هذا الألبوم يبدأ منير في تجربة أخرى هي إعادة تقديم التراث في أغنية “يا لالالي” ، ورأى البعض إعادة التراث والأغاني القديمة بمثابة إفلاس لمنير الذي لم يجد جديداً يقدمه ، بينما رأى البعض الآخر في ذلك إثراء تجربة منير واستفادة من تراثنا الغنائي .وفي تصريح عن تجربته مع الأغنية الفلكلورية لجريدة البيان الاماراتية يقول المطرب محمد منير ” إنه وجد نفسه في وسط غنائي سيئ للغاية، وإن كل من يستطيع فيه أن يقول «يا ليل يا عين» يقوم بإصدار ألبوم غنائي ، فقرر الخروج من هذا المنعطف، واختار الفلكلور النوبي في البداية، وشعر أن عشاقه يتجاوبون مع هذا اللون، فقام بتعميم التجربة في عدة ألبومات “

عصر رجال الأعمال والمنتجعات السكنية

مع الألفية الجديدة  تدخل مصر عصر الإستهلاك بقوة ، فهو عصر الليبرالية الإقتصادية الجديدة وسيطرة رجال الأعمال على نظام الحكم و عملية الخصخصة وبيع القطاع العام والهاتف المحمول، عصر المنتجعات السكنية والمراكز التجارية ومجتمع يعلي من قيمة الإستهلاك ويضعها في المرتبة الأولى.

يأتي التحول الكبير لمحمد منير عندما يتعاقد مع المنتج نصر محروس صاحب التجارب التجارية الناجحة جداً ، ليتحول منير من صاحب مشروع فني لتجربة تجارية يكون لنصر فيها اليد العليا ، وقد حققت بالفعل التجربة نجاحا تجاريا لم يعتده منير ،وأضافت لمنير جيلا جديدا من المعجبين صغار السن ، ولكنها أفقدته الكثير من إعجاب جمهوره القديم الذي كان يجد في منير تجربة تبتعد به عن الأغاني السائدة المكررة ، فيقوم منير بتقديم الأغنية الفولكلورية “نعناع الجنينة”  بتوزيع راقص يعتمد على الإيقاع لتصبح الأغنية مناسبة للأفراح والـ D.J ، متحولاً لمطرب “عاطفي” تقليدي يطلب السماح ويداعب النسيم ، وهي الصورة المضادة لصورة منير القديمة كمغني لطالما رفض الشكل العاطفي المعتاد.

استمرت حيرة منير بين التجاري والفني في ألبوماته التالية  “أحمر شفايف ” و “امبارح كان عمري عشرين ” و “طعم البيوت ” وأخيرا “يا أهل العرب والطرب” ، ليقدم ألبومات لا يجد فيها محبي منير المختلف إلا القليل من الأغاني التي يمكن لها أن تعيش وأن تنضم إلى قائمة الأغاني العظيمة الماضية ، وفي نفس الوقت لم يستطع منير التجاري الوصول للنجاح الذي حققه مع نصر محروس ، و تحول منير لرمز تجاري كامل بقيامه باعلانات متعددة لشركات المحمول ، وصولا لقيامه بعمل أغنية دعائية كاملة ينتجها منتجع سكني تدعو للإستمتاع بالحياة من داخل الكومباوند وهي “افرح بالحياة ” .


وتنتقل حفلات منير من دار الأوبرا التي كانت بمثابة تجمع لمحبيه من كل الطبقات ، لحفلات البحر الأحمر والساحل الشمالي ، لجمهور القرى السياحية والمنتجعات ، تزامناً مع ظهور موجة من أغاني الأندر جراوند التي حققت نجاحاً مع الشباب الباحث عن صوت ونوع جديد للموسيقى , فأصبحت فرق مثل “وسط البلد ” و “مسار إجباري ” و ” كايروكي” عنوانا للموسيقى البديلة ، وتراجعت أغاني منير الجديدة في المنافسة مع أغاني ذات معان وموسيقى جديدة و مختلفة ، ليتحول منير إلى مغني تقليدي مقارنة بالفرق الجديدة ، ويدور الزمن على المغني الذي كان متمردا مقارنة بالكلاسيكيين المعاصرين له مثل هاني شاكر ومحمد الحلو.

في عام 2019 كانت هناك محاولة لإصدار ألبوم جديد لمنير بعنوان “وطن” من إنتاج شركة “قنوات” ولكن يبدو أن عدم الإقبال الجماهيري على الأغنيات من خلال موقع اليوتيوب قد جعل الشركة تعيد النظر في استكمال طرح باقي الأغنيات ، وهو الألبوم الذي كان مقرر صدوره بعد غياب 6 سنوات لمنير عن ساحة الألبومات .

تبدو تجربة منير/ 65 عاماً الواعدة جداً في نصفها الأول والمحبطة في نصفها الثاني دليلاً على مدى تأثر المغني بفكرة الإنتاج ، والمقصود هنا ليس الإنتاج بالمعنى المادي فقط ، ولكن الإنتاج الذي له دور في وضع رؤية للمطرب والاستعانة بفريق عمل يقوي من مستوى العمل الفني ، ومدى تأثر المغني بالتغيرات السياسية والاجتماعية التي قد تدفع المغني الى طرق لا يحبها تتوزع نتيجة ما وصل له منير بين شركات الإنتاج وبين منير نفسه الذي أراد الحصول على النجاح الفني والتجاري معا ، وقد يتحقق ذلك في بعض الوقت ولكن في أوقات أخرى عليك أن تختار فنك بصرف النظر عن الإغراء التجاري .

[1]

6/09/2012

سيد درويش العبقري و الافيونجي

كثيرا ما كنت اشاهد الفنان ايمان البحر درويش  في البرامج التليفزيونيه متحدثا عن جده الفنان سيد درويش الذي قتله الانجليز خوفا من الحانه التي كانت تشعل الحماسه الوطنيه , ربما كان اهل سيد درويش لهم عذرهم في تبني نظرية المؤامرة حول وفاة جدهم سيد درويش و لكنهم ليسوا الوحيدين فهناك العديد من الكتب و الكتاب الذين يتبنون نظرية مقتل سيد درويش علي يد الانجليز او موته بسبب الارهاق الشديد   بعد تلحينه للاغنية التي سوف يستقبل بها الشعب سعد زغلول من المنفي (كما في فيلم سيد درويش للمخرج حسن الامام) .....
في مذكرات روز \ فاطمة اليوسف  يمكنك ان تقرأ هذه السطور ..
"و من المرحوم سيد درويش تعلم عزيز عيد داء كان له اثر بالغ في حياته فيما بعد , فقد كان سيد درويش لا تطاوعه الالحان الا اذا وصل الي قمة "الانبساط" بتعاطي كميات ضخمة من المخدرات"

و من خلال المذكرات نعرف أن سيد درويش كان يتعاطي كميات كبيرة من الحشيش و الافيون من اجل تلحين  اوبريت العشرة الطيبة و أنه كان السبب في دخول عزيز عيد لعالم الادمان

كان سيد درويش ملحنا عبقريا و لكنه كان مدمنا للمخدرات ..  بدلا من ان نعترف بهذه الحقيقه حولناه لمناضل قتله الانجليز .. هكذا نصنع اساطيرنا و نظريات المؤامرة الوهمية