‏إظهار الرسائل ذات التسميات الابنودي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الابنودي. إظهار كافة الرسائل

11/13/2014

بِزاز في قصيدة (سورة العنكبوت ) في جريدة مصرية ..امسك يا جدع


من أغرب ما يمكن ملاحظته  في مصر كيفية تعامل المجتمع المصري مع ما يسميه أو يعتبره محرمات أو ممنوعات و كيف يمكنك أن تستخدم الاعلام أو مجلس الشعب مثلا من أجل اثارة الرأي العام بسبب قصيدة أو رواية أو فيلم يحتوي علي عبارات أو مشاهد  (مسيئة ) و في نفس الوقت من الممكن أن تكون هناك أعمال أخري تحتوي علي أضعاف ذلك ولا يعترض عليها أحد ربما لأانه لم يقم أحد باصطيادها أو لانه ليست هناك رغبة من النظام أو من معارضيه لاثارة هذا الموضوع في مثل هذا التوقيت 

مثال واقعي طازج
يمكنك أن تتابع يوميا الاستياء من الالفاظ غير اللائقة التي يتم استخدامها في الافلام و المسلسلات و المطالبة بمنع هذة الافلام و منع منتجيها من العمل (السبكي ) كمثال , بينما لن ينتبه أحد لجريدة يومية شهيرة (التحرير ) تقوم بنشر قصيدة لأحد أشهر شعراء   العامية عبد الرحمن الأبنودي بعنوان

سورة العنكبوت " متضمنة هذة الأبيات "


أنا بلا شَعره على سِدْرى النحيف

وحبيبتى ماشية بغير شَفايف..

أو بِزاز.


و القصيدة قديمة و منشورة في النسخة الورقية من العدد الأسبوعي لجريدة التحرير , ولا بد أن هناك من قرأ العدد و ربما صدمته الكلمة العامية و لكنه استكمل القراءة و انتهي الأمر دون التقدم ببلاغ للنائب العام أو الظهور في برنامج تليفزيوني مدافعا عن قيم المجتمع المصري الأصيلة في حالة كونه مؤيدا للنظام أو مدافعا عن القيم الدينية التي تتعرض للهجوم في غياب دور الدولة  اذا كان معارضا , هناك بالطبع من يغضبون لعبارة أو لكلمة أو مشهد و لكن جزءا كبيرا من هذا الغضب يتغذي علي حالة جماعية تتم صناعتها لأغراض غير أخلاقية بالمرة .

1/16/2014

عن الحنين للمعتقلات . أن تكون هجرس في "سعدون المجنون "

 مسرحية "سعدون المجنون " ل لينين الرملي التي تدور احداثها حول سعدون الذي يصاب بصدمة عصبية بعد هزيمة 67 ليتوقف الزمن بالنسبة له عند ما قبل 67 ثم يخرج من المصحة في التسعينيات  و المفارقة أنها نفس فكرة الفيلم الالماني  "وداعا لينين  " لكن الطريف  أن المسرحية المنشورة في سنة 1992 تمت كتابتها قبل الفيلم بسنوات  ..  تلفت نظري شخصية "هجرس " شقيق سعدون الذي كان يعمل مع الروس في بناء السد ثم تحول للعمل مع الامريكان في تحديد النسل  و الذي تم اعتقاله في عهد عبد الناصر علي الرغم من.أنه لا يمارس نشاطا سياسيا و انما لأنه قد حضر مناقشة بين اصدقائه المنتمين لتيارات سياسية ولم يبلغ عنهم ..و علي مدار المسرحية يحكي هجرس عن أشكال التعذيب التي تعرض لها في المعتقل و كيف كان المعتقلون يجبرون علي غناء الأغاني الوطنية ..و ..ولكنه يستدرك قائلا  " هجرس: انا اسف الظاهر جت لي عقدة , مع ان الحكاية كلها تلات اسابيع و عاملونا فيها أحسن معاملة . و الله كانت ايام متتعوضش ! " ..يمكنك المقارنة بين موقف شخصية هجرس و بين ما تراه من مواقف مثقفين دخلوا المعتقل في زمن عبد الناصر مثل عبد الرحمن الابنودي و صنع الله ابراهيم يقومون بتأييد عبد الفتاح السيسي  بنفس المبررات التي كان يستند اليها نظام عبد الناصر الذي اعتقلهم ..محاربة الاخوان المسلمين ..محاربة المؤامرات العالمية و الاقليمية  .. متغافلين عن كونهم كانوا ضحايا نظام قمعي انتهي بهزيمة عسكرية فادحة ..هل هو الحنين الزائف للماضي ؟ ..هل هي رغبة في لعب دور القامع بعد أن لعبوا دور المقموع ؟ هل هي هيستيريا الخوف من الاخوان الذين ما عادوا يخيفون أحدا ؟ أم علينا أن نسأل هجرس 

5/01/2013

السادات و احمد عدوية (2-3)

الانفتاح و تشجيع القطاع الخاص كانا شعار السبعينيات  او كما قال السادات (اللي مش هيغتني في عهدي مش هيغتني  ابدا)  الضوء الاخضر للمرحلة الثانية من الحراك الاجتماعي بعد 1952 , كانت المرحلة الاولي في عهد عبد الناصر  معتمدة علي اعادة توزيع الاراضي الزراعية (الفلاحين) , بناء مصانع جديدة (العمال) , مجانية التعليم الجامعي و التوسع في الوظائف الحكومية (الطبقة الوسطي) , اما في عهد السادات فكانت القاعدة هي " فتح الابواب لمن يستطيع" و كاانت اول الابواب المفتوحة هي ابواب السفر للخليج  و كان من اهم ما يعود به المصرين "المروحة و الكاسيت" , الكاسيت هو أن تختار ما تسمع و أن تدفع مقابل شريط الكاسيت من جيبك , أن لا تتبع مزاج الدولة الغنائي الموجود في الاذاعة و التليفزيون , و اختار جمهور الكاسيت في السبعينيات "احمد عدوية " المغني الشعبي , و برغم ما كان يقوله نظام عبد الناصر عن انحيازه للطبقة الاكثر فقرا من الشعب الا انه كان يتعامل مع المغنيين الشعبيين علي انهم في درجة اقل من  المطربين العاطفيين .. و كانت التجربة الوحيدة التي كادت أن تكسر هذه القاعدة هي تجربة محمد رشدي و لكن عبد الحيلم بدهائه قام بمحاربته ثم قام بالتعاون مع جناحي نجاحه (الابنودي و بليغ حمدي) ليقدم هو الغناء الشعبي "المتطور" من وجهة نظره  و كان ذلك ممكنا في عصر الاذاعة , و لكن  الانتقام الشعبي جاء عبر عدوية الذي انتصر علي عبد الحليم عن طريق الكاسيت  ليعلن عن ديموقراطية الكاسيت , حيث كان السادات يدعو ايضا الي ديموقراطية ولكنها ذات انياب - للمصادفة  قام عدوية بالتمثيل في فيلم (انياب ) للمخرج محمد شبل حيث كان عدوية رمزا للتجار المستغلين للانفتاح في غرز انيابهم في رقبة الطبقة الوسطي (علي الحجار و مني جبر)  - كان حادث المنصة هو النهاية المأساوية للسادات عن طريق الجماعات الدينية المتشددة التي قام بتشجيعها , و كانت النهاية المأساوية لعدوية (صحيا) هي الحادث الذي تعرض له في أحد الفنادق  عن طريق امير خليجي ..  الخليج الذي  استطاع عن طريقه المصريون الحصول علي جهاز الكاسيت الذي صنع مجد عدوية  , بعد وفاة السادات باعوام طويلة بدأ البعض في اعادة النظر في سياسته خاصة المتعلقة بالسلام مع اسرائيل و في اعتبارها خطوة شجاعة لم يفهمومها في حينها , و بعد حادث عدوية بسنوات بدأ الكثير ممن كانوا يعتبرونه رمزا للغناء الهابط في اعادة النظر في اغانيه و اعتبارها تجربة حقيقية معبرة عن الطبقات الشعبية في مصر