‏إظهار الرسائل ذات التسميات رواية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رواية. إظهار كافة الرسائل

11/09/2021

معارك ابراهيم عيسى وحسين يعقوب ..ميلان كونديرا يفسر

 



لماذا تتحول خلافات وآراء حول الدين لمعارك مجتمعية تبدو أكبر من حجمها المفترض، فتصبح شهادات حسين يعقوب ومحمد حسان في المحكمة، ومنع البوركيني أو البكيني في احد الشواطيء، وتعليق ابراهيم عيسى حول قراءة القرآن في الصيدلية، بداية لاشتباكات وجودية واتهامات بالالحاد والداعشية بين معسكرات مختلفة.
في احدى حكايات رواية "غراميات مرحة" للتشيكي ميلان كونديرا، يقع البطل في غرام فتاة متدينة تذهب للكنيسة، مما يضطره لحضور القداس وهو ما لم يكن ممنوعا أثناء الحكم الشيوعي ولكنه قد يجلب بعض المتاعب، فالبطل مدرس في بلدة صغيرة، ومن الممكن أن تقلق ناظرة المدرسة والحزب من قيام مدرس مؤمن بأفكار رجعية بتنشأة الجيل الجديد، ولكن المناخ الحقيقي كان كما يصفه البطل هو البحث عن معارك في اطار النظام الحاكم، فمؤيدي النظام بعد انتصاره وبسط سيطرته لا يجدون معارضين صرحاء حتى يحاربوهم، فكان البديل هو ترصد المترددين على الكنيسة ،أما الفتاة المتدينة فمشكلتها الحقيقة ليست الدين ولكنه النظام الذي قام بتأميم تجارة والدها ووفاته بسبب ذلك، ولكنها لا تستطيع معارضة نظام قمعي بشكل صريح، فتلجأ للدين كشكل لاعلان سخطها، ويلجأ مؤيدي النظام لمهاجمة المتدنيين كبديل عن احساسهم بالاحباط وعدم تحقق آمالهم المرجوة من النظام، وهو ما يماثل الموقف الحالي في مصر ، فنرى معارك بين "تنويريين" محبطين من نظام لم يحقق ما تمنوه من تقدم اقتصادي و"تقدمي" ولا يستطيعون التعبير عن احباطهم، وبين معارضين لنظام يخشون قبضته الغاشمة، فيرفعون المصاحف والحجاب كلافتات معارضة، في معارك تبدو دينية وفكرية وكنها في الحقيقة معركة بين طرفين مأزومين مكبلين بقيود نظام خانق للجميع.