‏إظهار الرسائل ذات التسميات ميمي الشربيني. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ميمي الشربيني. إظهار كافة الرسائل

2/20/2022

أنا ومارادونا في الاسكندرية


صيف 1986 وفي احدى فنادق القوات المسلحة في الاسكندرية،كنا نقضي اجازة الصيف،وكان هذا موعد أول كأس عالم لكرة قدم أشاهده،بعد منتصف الليل نهبط الى قاعة عرض يبدو أنها كانت مخصصة لعرض الأفلام في الفندق،أنا وأبي ومجموعة من أقاربنا لنشاهد المباريات التي كانت تُتقل في وقت متأخر بسبب فارق التوقيت بيينا وبين المكسيك،أتذكر حماسي لمنتخب المغرب وانتصاراته في الدور الأول واعجابي بنجومه عزيز بودرباله وبادو الزاكي والتيمومي،وحزني عند خروجهم من دور ال 16 بهدف في الدقائق الأخيرة،أما ساحر البطولة وعنوانها فهو مارادونا الذي أبهر العالم بمهاراته أولا ثم أثار الجدل بين مشجعي الكرة في العالم -قبل أن تظهر مواقع التواصل- بهدفيه في منتخب انجلترا ،نظرا للمهارة الفائقة في الهدف الثاني الذي أصبح مرجعا معتمدا، يتم الرجوع اليه عند احراز أي لاعب لهدف بعد مراوغة عدد كبير من المنافسين فتتم تسميته بهدف مارادوني، أما الهدف الأول فقد ظل لفترة طويلة موضع جدل (بايده ولا براسه) وهو الجدل الذي وثقه الكاتب علي سالم في فيلم (4 في مهمة رسمية) عندما جعل هذا النقاش مدخلا لتدخل البطل الموظف أنور (أحمد زكي) في النقاش الدائر بين موظف آخر يعطل العمل ومواطن بخصوص صحة الهدف، لينفعل عليه أنور قائلا أنه حمار وأن الهدف صحيح ، ثم يعود في اليوم التالي متملقا ايه ويخبره أن السفير الأرجنتيني شخصيا أقر بصحة كلام الموظف وأن الهدف بيد مارادونا، وزاد مارادونا من هذا الجدل بتصريحه بأنه لو كانت هناك يد أحرزت الهدف فهي يد الله، وهو التصريح الذي بدا صادما لأغلب المصريين بأن يقوم لاعب باستدعاء الله لمباراة كرة قدم وفي جدل بخصوص هدف تم احرازه بالغش، كذلك كان مارادونا بطلا لأحد أطرف المواقف الكروية عندما سقطت الراية الخاصة بالعصاالركنية ثم طلب مساعد الحكم من مارادونا أن يقوم بوضعها، فاستغرب مارادونا من الطلب ثم قام بوضعها بشكل عشوائي فوق العصا، ليطلب منه المساعد ادخال الراية في العصا ليضرب مارادونا كفا بكف ويقوم بادخالها،ولا يكتمل هذا المشهد الا بسماع المعلق الرائع (ميمي الشربيني) وهو يضحك ويستغرب ويتكلم بلسان مارادونا قائلا للمساعد "الراجل جاي يلعب كورة ماله هو ومال الشغلانة دي"،تلك البطولة التي كانت انطلاقة أيضا لميمي الشربيني الذي أصبح من علامات مصر في التعليق،وفي المباراة النهائية ورغم قوة وعناد الفريق الألماني الا أنني كان لدي يقين بأن الفريق الذي لديه مارادونا ومعاونيه بوروتشاجا وفالدانو لن يستطيع أحد الوقوف في طريقه، ليصنع مارادونا هدف الفوز الثالث في الدقائق الأخيرة ويمنح كل محبي الكرة نهاية سعيدة، ويمنحني سعادة وحبا لكرة القدم لا يمحوهما الزمن.