‏إظهار الرسائل ذات التسميات 2019. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات 2019. إظهار كافة الرسائل

12/08/2021

ترندات الثقافة والفن ..موت وسخرية 2019

ترندات جمع “ترند” وهو تصاعد الاهتمام بموضوع أو شخصية ما على مواقع التواصل الاجتماعي أو محركات البحث , وخلال عام 2019 تنوعت الترندات المرتبطة بالثقافة والفن , ولكنها بشكل كبير دارت في فلك الموت والسخرية , فلقد اصبحت مواقع التواصل وسيلة للسخرية وأحيانا العدوانية وفي نفس الوقت مواجهة الموت الذي يتجسد في وفاة المشاهير بردود أفعال تتنوع في أوجه يمكن منها استشفاف تناقضات المجتمع .

بدأ عام 2019 بصورة لروبي من أحد أعياد الميلاد أصبحت تستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن عدم التصديق والسخرية من الكلام غير المنطقي أو المبالغ فيه

وفي يناير أيضا توفي الفنان سعيد عبد الغني والذي يبدو أن وفاته كانت متشابهة مع مشواره الفني , فلم تثر الكثير من ردود الأفعال ربما لكبر سنه أو توقفه عن التمثيل منذ فترة كبيرة قبل وفاته .

أما في شهر ابريل فكانت وفاة الفنان محمود الجندي أكثر تفاعلا , فالجندي صاحب تاريخ فني كبير ومتنوع وأدوار عديدة ارتبط بها الجمهور من خلال التليفزيون والمسرح والسينما , وصاحب حضور وألفة صنعها من خلال مشوار فني طويل ,ولم يقتصر حضوره على التمثيل بل ارتبط أيضا بغنائه وصوته الجميل واستمر حضوره حتى مع تقدمه في السن , ولكن العامل الأكثر تأثيرا في تفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي كان قصة “توبة” الجندي وهي القصة التي رواها الجندي بعد الحريق الذي أصاب منزله واعتبره الجندي رسالة من السماء مضادة لتوجهه “العلماني” أو غير المتدين , وأصبح كثير من رواد مواقع التواصل وبخاصة أصحاب التوجه الاسلامي يقومون باصدار أحكام سماوية بالترحم على هذا الفنان أو الشماتة في موته واعتباره ذاهب الى الحساب العسير عن ما فعله في حياته .

كذلك شهد شهر ابريل اطلاق ألبوم “أبناء البطة السوداء” لفريق كايروكي والذي لاقى تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل فالفرقة تحظي بشعبية كبيرة بين الشباب , وتعبر بشكل كبير عن حالة تمرد  سياسي واجتماعي , وكانت أبرز أغاني الالبوم “كان لك معايا” والتي مزجت فيها الفرقة بين غنائها وبين مقطع لأم كلثوم , ليصل عدد مشاهدات الأغنية على موقع اليوتيوب ل 24 مليون مشاهدة حتى الآن.

أما في شهر مايو ومع حلول شهر رمضان فلقد كانت هناك خيبة أمل من مستوى مسلسلات رمضان والتي اتبعت المعايير الموحدة  والتي سيطرت على أغلبها الشركات التابعة للجهات السيادية , وما زاد من غضب واستياء المتابعين هو الظهور المفاجيء لتطبيق watch it التابع ل “اعلام المصريين” بالتزامن مع عدم اتاحة الأعمال الدرامية على موقع اليوتيوب وحجب المواقع التي تقوم بعرض هذه الأعمال بشكل غير شرعي , وقد أدى غضب رواد مواقع التواصل الي اتاحة التطبيق بشكل مجاني طوال شهر رمضان ,وتأجيل تحوله الى تطبيق مدفوع الثمن ,كذلك شهد شهر رمضان اهتمام مواقع التواصل بايقاف برنامج بسمة وهبة “شيخ الحارة” وذلك بسبب واقعة تنمر خلال حلقة الممثل “ماجد المصري ” , بينما رأى البعض أن السبب الحقيقي في ايقاف البرنامج هو اجتذاب البرنامج وقناة “القاهرة والناس” للمشاهدين والاعلانات بعيدا عن القنوات التابعة ل”اعلام المصريين” , وقد ظهرت “بسمة وهبة” مؤخرا في فيديو من خارج مصر تطالب فيه بتوسيع هامش الحرية في الاعلام  , وهو ما اثار الاستغراب خاصة أن زوجها هو اللواء السابق علاء عابد رئيس لجنة حقوق الانسان في البرلمان المصري .

كذلك شهد شهر يونيو خبرا اهتمت به مواقع التواصل وهو تحويل سلسلة “ماوراء الطبيعة” للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق  لمسلسل على شبكة NETFLIX من انتاج محمد حفظي واخراج عمرو سلامة , وهو الخبر الذي أسعد الكثيرين وأقلق البعض بسبب احتمال أن يفسد المسلسل الصورة السابقة عن السلسلة , وانشغل المتابعون بمحاولة توقع أو ترشيح بطل يقوم بدور دكتور رفعت اسماعيل وكان أبرز المرشحين هم عبد العزيز مخيون ومحمود حميدة وهشام سليم ,و قاموا بالفعل  بتصميم صور وبوسترات تحمل ترشيحاتهم , ولكن لاحقا جاء اختيار أحمد أمين بمثابة مفاجأة غير متوقعة استنكرها البعض وطالب آخرون بالتريث حتى مشاهدة العمل.

أما شهر أغسطس فقد شهد وفاة كل من فاروق الفيشاوي وعزت أبو عوف فلقد اختلفت ردود الأفعال فبينما استرجع البعض فيديو لأبو عوف يحذر فيه من 30 يونيو ويطالب فيه بالانتظار ل 4 سنوات حفاظا على الديموقراطية ,كانت وفاة فاروق الفيشاوي أكثر تعقيدا بسبب تعدد جوانب شخصيته فهو النجم السينيمائي والتليفزيوني وصاحب المواقف السياسية المؤيدة لحمدين صباحي والمعارضة للسيسي ,وصاحب تجربة ادمان مخدرات وزيجات وعلاقات نسائية متعددة , وابن مثير للجدل بتصرفاته وزيجاته , وعدم اظهاره لمظاهر التدين برغم معرفته بأنه قد أصيب بمرض السرطان ,فقد ذلك الى اتخاذ  جزء كبير من الجمهور “الاسلامي” موقف الوعظ والترهيب واعتبار الاصابة والسرطان عقابا الهيا وعظة لمن لم يتعظ , في مقابل من أحبوه وفنان بغض النظر عن حياته الشخصية .

واتسم شهر أكتوبر بالعديد من الترندات التي ارتبطت بشكل ما بفكرة العسكرية المصرية , فلقد بدأ الشهر بالدعاية المكثفة لعرض فيلم “الممر” في القنوات المصرية لأول مرة , والفيلم الذي تدور أحداثه خلال شهر أكتوبر أثار الكثير من جدل مواقع التواصل بين من سعدوا به كفيلم يغرس الانتماء والوطنية وحب الجيش المصري وبين من رأوا أن الغرض من الفيلم هو الدعاية للنظام الحالي القائم على فكرة تفوق العسكرية المصرية ,وبين من سخروا من تضخيم أهمية الفيلم ومشاهدته بسؤالهم عن احتمال نزع الجنسية المصرية أو الحرمان من بطاقة التموين لمن لم يشاهد الفيلم , تبع ذلك الترند آخر مرتبط به وهو الفنان أحمد فلوكس وظهور صور له وتصريحات أحس منها البعض أن فلوكس يتصرف كصاحب دور وطني وك”شهيد” وليس مجرد ممثل قام بدور في فيلم حربي , مما أثار موجة من السخرية من تلك الفكرة , وتمت مواجهتها بحملة لدعم فلوكس , ليصبح فلوكس هو مجرد عنوان لصدام بين من يؤيدون الحالة “الوطنية” التي ينصهر فيها الجميع تحت شعار العسكرية المصرية , وبين الساخرين من تلك الحالة ومعتبرين أنها مجرد مبالغات ساذجة يتم بها خداع الجمهمور

أماا لترند الآخر المرتبط بفيلم “الممر” فهو الفنان “محيي اسماعيل” الذي فاجأ المذيعة بعدم مشاهدته للفنان اياد نصار في فيلم “الممر” ووصف نفسه بالعبقري  ليصبح ذلك اللقاء بداية لسيل من الصور والفيديوهات الساخرة على طريقة محيي اسماعيل , وليصبح بوابة لجيل جديد لا يعرف محيي اسماعيل فيقوم باكتشاف حواراته السابقة المليئة بالطرافة والغرابة ,ويجعل من اجاباته اسلوبا للتفاعل والسخرية .

أما شهر نوفمبر فقد شهد معركتين , الأولى هي معركة تتجدد منذ 40 عاما تحت لافتة “الشيخ الشعراوي ” وقد بدأت بوصف ابنة شريف منير له بالمتطرف , ليتدفق طوفان الهجوم عليها وعلى كل من يهاجم الشعراوي , في المقابل كان هناك المهاجمون للشعراوي واستعانتهم لفيديوهات تعزز من موقفهم , وتهدأ تلك المعركة باعتذار ولكنها تظل مؤشرا على اختلاف كبير بين أفراد المجتمع ,أما المعركة الأخرى فقد بدأت من هجوم الكاتب عمر طاهر على ظاهرة قرصنة الكتب ومافيا التزوير وانتقاده للقراء الذين يساعدون التزوير بشرائهم للكتب المزورة , ليدافع بعض رواد مواقع التواصل بالدفاع عن القراء  بسبب غلاء أسعار الكتب والحالة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن واتهامهم لدور النشر بالجشع , وتنقسم الآراء بين كتاب يعارضون التزوير ويرون أنه يمنع الكاتب من الاعتماد على الكتابة كمورد رزق ثابت , وبين كتاب لا يمانعون اذا كانت القرصنة سوف تحمل كتبهم الى مزيد من القراء .

أما شهر ديسمبر فيختتم العام على مواقع التواصل بحادثتي وفاة في نفس اليوم , لشخصين كان لهما تأثيرات مختلفة على متابعي كل منهما , المغني شعبان عبد الرحيم ,والمترجم صالح علماني ,فشعبان الذي بدأ كمغني شعبي ,اكتسب شهرته من تحوله للدمج بين اللحن الشعبي والكلمات السياسية , وعلى الرغم من خفوت أغانيه وتحولها للمديح السياسي  ,الا أنه ظل مرتبطا في أذهان المتابعين بصاحب الظل الخفيف والبساطة وطيبة القلب , أما صالح علماني فلقد كان موته مؤثرا على كل محب لقراءة الروايات المترجمة باسلوبه المميز واختياراته التي تصيب دائما في تعريفك بكتاب وروايات ستظل متعتها في ذاكرة من قرأها