5/22/2022

كيف أخفى صالح مرسي يهودية ليلى مراد ؟

  ليلى مراد ساحرة الأبيض والأسود بأغانيها وأفلامها، وايضا بحياتها الشخصية التي

ليلى مراد


احتوت على كثير من الغموض، فزيجاتها الثلاث  وقصص حبها عبرت بشكل ما عن تغيرات مصر من الثلاثينات حتى الستينات، فبين غرام بابن عائلة كبيرة يعمل في وزارة الخارجية، وبوادر صداقة واعجاب مع الملك فاروق شخصيا، ثم الزواج من المغامر السوري أنور وجدي، الذي تبدو قصته صعوده في المجتمع المصري كنموذج معبر عن ليبرالية اقتصادية واجتماعية، ثم ضابط الجيش وجيه أباظة بعد حركة 23 يوليو مباشرة، وانتهاء بضابط جيش آخر ولكنه صاحب موهبة فنية، المخرج فطين عبد الوهاب.

أن تقرأ سيرتها الذاتية فهي متعة منتظرة، فما بالك أن تقرأها مرتين، وهو ما فعلته بقراءتي لكتاب "ليلى مراد" قصة حياتها كما روتها لصالح مرسي، وأتبعته بكتاب "الوثائق الخاصة ل ليلى مراد" للكاتب الصحفي أشرف غريب، والكتابان صادران عن دار الشروق.


ليلى مراد يهودية في الخفاء!


أول ما أثار استغرابي في كتاب "صالح مرسي" تجاهله التام ليهودية ليلى مراد وعائلتها بأكملها، لا ذكر لديانة البطلة على الاطلاق، والعلاقة الوحيدة بالدين هي حب ليلى لأداء التراتيل في الكنيسة التي كانت تذهب لها مع مدرستها المسيحية، وهو ما يمكن أن يوحي لقاريء  لا يعرف ديانتها بأنها مسيحية، هل طلبت ليلى مراد من صالح مرسي اخفاء ديانتها التي يعرفها الكثيرون في مذكراتها؟ أم أن مرسي الذي كتب لاحقا مسلسلات الجاسوسية  فضل أن لا يتطرق لهذا الأمر؟

وبالطبع لم يتناول صالح مرسي تحول ليلى مراد للإسلام، ولا الاتهامات والشائعات عن زيارة ليلى مراد لإسرائيل وتبرعها للجيش الاسرائيلي بعد يوليو 1952، وهي الأزمة التي كادت أن تنهي مشوار ليلى مراد الفني وربما كانت من أسباب اعتزالها لاحقا، وتجاهل مرسي زواجها من الضابط وجيه أباظة وانفصالها عنه ثم زواجها من المخرج فطين عبد الوهاب واعتزالها، ليقدم الكتاب سيرة ناقصة غير معبرة عن حياة حقيقية، وهي الأحداث التي تناولها أشرف غريب في كتابه المعتمد على الوثائق المهمة والنادرة، مثل وثيقة إشهار إسلام ليلى مراد، وبيانات وأخبار أزمة زيارة إسرائيل المنشورة في تلك الفترة.


طلاق ليلى مراد بسبب الكمون


ولا يكتفي صالح مرسي بذلك بل يقدم بعض القصص المبالغ فيها والتي يبدو أنه تأثر فيها بموهبته ككاتب سيناريو، فيجعل سبب طلاق ليلى مراد هو "الكمون"، ويروي قصة عن تراكم الخلافات بين أنور وجدي وليلى مراد حتى وصلت لمشهد يطبخ فيه أنور وجدي، وعندما يكتشف غياب الكمون يتشاجر مع ليلى مراد، ويتهمها بالاهمال في المنزل ويطلقها بسبب عدم وجود الكمون !.

ويحكي قصة أخرى سينمائية عن مراقبة ليلى مراد لزوجها وتخفيها في زي خادمة، وإمساكها بأنور وجدي متلبسا في شقته  يخونها مع حسناء فرنسية، في مشهد يبدو مقتبسا من أفلام الأبيض والأسود.

قراءتي لكتابين عن سيرة ليلى مراد كشف لي كيف يمكن أن تكون السيرة الذاتية المكتوبة عن احدى الشخصيات بعيدة جدا عن الحقيقة، كيف يمكن أن يصنع منها كاتبها رواية خاصة به، تغفل عن الكثير من الوقائع، وتصنع واقعا مزيفا لن يكشفه سوى كاتب آخر مدقق يسعى وراء ما كان فعلا لا ما يحتوي على دراما جاذبة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق