5/28/2022

هل يطالب ابراهيم عيسى بالقبض على المعارض ابراهيم عيسى؟

 ربع ساعة شاهدت فيها ابراهيم عيسى بالأمس على قناة القاهرة والناس، كانت كفيلة بادراكي أنني أمام شخصين مختلفين متناقضين لا أعرف كيف يتعايشان سويا، في البداية يعلق على تصنيف وكالة موديز لمصر والنظرة السلبية المستقبلية، فنشاهد عيسى المعارض (بتاع زمان) الذي ينتقد بيان وزارة المالية الذي لا يقول الحقيقة ولا يصارح الناس، بل ويطالب بتغيير الوزير والوزارة كلها لأنهم غير مناسبين للمرحلة القادمة.

ويستمر عيسى المعارض عند تعليقه على موضوع من صحيفة وال ستريت جورنال، بل ويصارح المشاهد بأن الصحيفة وكل الدوائر الأكاديمية والاعلامية ومنظمات المجتمع المدني في العالم تعتبر أن ما حدث في 30 يونيو هو انقلاب عسكري، ثم يظهر ابراهيم الآخر الذي يبرر ذلك بسببين الأول هو جماعة الاخوان المسلمين التي نجحت في اقناع العالم بوجهة نظرها في 30 يونيو، والثاني أن النظام المصري نفسه لم يكن مهتما بالدوائر الاعلامية ولا بحقوق الانسان، بل كان مهتما بالحكومات التي نجح في كسب ثقتها عن طريق الصفقات الاقتصادية،.

قدرات الاخوان الأسطورية

 والعجيب ان ابراهيم عيسى نفسه كان ممن هاجموا منظمات حقوق الانسان بعقد 30 يونيو اي انه ساهم في ما ينتقده، والأعجب هو اقتناعه أن الاخوان المسلمين لديهم تلك القدرة الفائقة على اقناع العالم كله بوجهة نظرهم، بينما لو فكر قليلا ربما اكتشف ان العالم يصف 30 يونيو بالانقلاب لانه كان فعلا انقلابا عسكريا، وأن من يعتقدون العكس هم من  يتعرضون لغسيل المخ الاعلامي المحلي والعربي في الغالب، كما كان يحدث في الستينات من اعتقاد داخل مصر بعظمتنا وانتصارنا في العدوان الثلاثي وقوتنا، بينما كان يدرك من هم خارج مصر حقيقة هزائمنا العسكرية ومشاكلنا الاقتصادية.

ولكن عيسى لن يفكر بعقله المعارض هذه المرة، بل سيتحول لعقلية المؤامرة التي يعتمد عليها مؤيدي النظام في تبرير اختلاف ما يعتقدونه عن ما يعرفه العالم كله، واعظاء جماعة الاخوان قدرات اسطورية لو كانت صحيحة لكانت نفعتهم في التعامل مع ما كل المشاكل التي فشلوا في حلها.

خيانة ابراهيم عيسى

ثم يتطرق عيسى لتعليق صحيفة أجنبية على الحوار الوطني واعتباره مسرحية، بان السبب في ذلك الوصف هو عدم اشراك الاخوان في الحوار ، وأن الغرب لن يرضى عن اي حوار الا بمشاركة الاخوان، وأن السيسي دعى الجميع للحوار ، ولكن جماعات الاسلام السياسي جماعات خائنة ليس لديهاا ولاء للوطن، وهنا يظهر المؤيد الذي يقوم بتخوين الناس دون تمييز وتتحول المعارضة السياسية لتهمة هي خيانة الوطن، ويكون السؤال لماذا كان ابراهيم عيسى يتعاون ويتعامل مع هؤلاء الخونة في عهد مبارك وحكم المجلس العسكري، هل كان ساذجا أم كان خائنا معهم، ولماذا اكتشف خيانتهم في وقت متأخر.

هي أسئلة لن يجيب عنها ابراهيم عيسى، لأنها  خاصة بنسخة أخرى منه  تظهر عندما يعود لشخصية المعارض الذي يرفض التخوين ولا يمنح الحاكم تفويضا على بياض يحدد فيه الوطني والخائن، والموجود هو نسخة المؤيد الذي يوجه للمعارضين نفس الاتهامات والتحذيرات التي كان يقولها أنصار مبارك له، لدرجة أن عيسى يحذر الناس من الاحتجاج كما حدث في ثورة 25 يناير لأنها ستجعل الوضع أصعب، وهو واحد ممن شاركوا وحرضوا عليها، لذلك لن أستغرب لو شاهدت يوما ابراهيم عيسى يطالب بالقبض على ابراهيم عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق