2/13/2022

صورة لقاتل ابن شقيق جمال عبد الناصر

من مجلة المصور

عمرو عز العرب ابن شقيق الرئيس جمال عبد الناصر قُتل على يد صاحب العمارة التي كان يعيش بها بالاسكندرية، والذي كان يعمل كمهندس استشاري طعنا بالسكين، ولا يبدو سبب الجريمة واضحا هل كان المالك يحاول طرد ابن الرئيس من شقته المستأجرة، أم انه كان غاضبا من قوانين الايجار التي صدرت في عهد عبد الناصر

*الخبر من مجلة المصور عام 1982



 

2/12/2022

مذيع هزيمة يونيو 1967 : السادات ارتكب نفس جريمة صدام حسين

ارتب ط  اسم مذيع صوت العرب “أحمد سعيد” بهزيمة 5 يونيو بسبب بياناته الشهيرة عن


نجاح مصر في إسقاط عشرات الطائرات الاسرائيلية، وبالغ الكثيرون واعتبروه من أسباب الهزيمة متجاهلين أنه كان مجرد ترس في نظام كامل عاش على الكذب والتضليل والصوت الواحد لمدة 13 عاما، ولم تكن الهزيمة سوى الصخرة التي تحطمت عليها أوهام النظام الناصري كله.

بعد غياب طويل عن الاضواء ومع النصف الثاني من التسعينات عاد أحمد سعيد للظهور في بعض الصحف والمجلات مثل “الدستور”و “الأهرام العربي” التي أجرى معها حوارا عام 1998مع الصحفي أشرف صادق تحت عنوان “أنا ميت منذ 5 يونيو 1967” ويحكي فيه سعيد بدايته مع الاذاعة المصرية عام 1950 وتغطيته لعمليات الفدائيين للقناة بصورة حماسية ، مما ادى لاستبعاده من الاذاعة بعد حريق القاهرة بسبب اعتبار تغطيته الحماسية قد أثارت الجماهير و دفعتهم لعمليات التخريب، والغريب أنه رغم اعتراف سعيد بدور رسائله الاذاعية بالشحن ضد الاحتلال والملك إلا أنه يرى أن الهدف من الحريق هو وقف الكفاح المسلح ضد بريطانيا والتخلص من حكومة الوفد،ومن هنا نلاحظ بداية التفسير المؤامراتي للأحداث وهو ما سوف يتطور مع الوقت مع نظام يوليو، فحريق القاهرة الذي لم يثبت وجود جهة مدبرة له جاء كرد فعل شعبي بعد قتل القوات البريطانية لعشرات من رجال الشرطة المصريين في 25 يناير 1952.

عبد الناصر ..الحلم والزعيم والديكتاتور

لا ينفي سعيد نشأة اذاعة صوت العرب  على يد جهاز المخابرات المصري ويرى أن ذلك أمر طبيعي في ذلك الوقت كارتباط الاذاعة البريطانية واذاعة “صوت أمريكا” بالمخابرات البريطانية والأمريكية، ويفخر سعيد بالدور الذي قامت به “صوت العرب” في تحرير الجزائر وغيرها من القضايا العربية، ويعترف أن حرب 56 كانت بمثابة هزيمة عسكرية تحولت لنصر سياسي وأنه كان يذيع البيانات العسكرية الكاذبة في 56 و67 للحفاظ على تماسك الشعب كجندي يقوم بتنفيذ التعليمات العسكرية، وأنه لم يكن الوحيد الذي يكذب بل جميع الصحف كانت تفعل ذلك أيضا.

تبدو علاقة سعيد بعبد الناصر ملتبسة ومتناقضة، فلقد تم فرض رقابة على ما يقوله في الإذاعة بعد اذاعته للحقائق حول الهزيمة في 13 يونيو 67 ثم إجباره على الاستقالة من الاذاعة رغم وعد عبد الناصر السابق له بأنه سيعيش ويموت مديرا لصوت العرب مدى الحياة، وكانت رؤيته أن الهزيمة لم تكن هزيمة جيش بل هزيمة نظام، وأن عبد الناصر يشترك في المسؤولية عن الهزيمة بجانب المشير عامر الذي ربما يكون قد قُتل أو انتحر، وأن تنحي عبد الناصر كان “عملية محسوبة”، الا أنه في نفس الوقت يظل متمسكا بحلم الوحدة العربية وبأن عبد الناصر قد حقق هذا الحلم رغم وجود أخطاء وفشل، ويتاثر عندما يحكي عن لقاء جمع بينهما فتمتزج دموعه بضحكته الحزينة ويقول “يقولوا ديكتاتور يقولوا عسكري يقولوا بتاع نكسة 67، هذا شيء وزعامته وبطولته شيء آخر”.

بينما يبدو على العكس تماما في تقييمه للسادات فيرى أن نتائج حرب أكتوبر 73 كانت اكثر خسارة من يونيو 67، ففي يونيو هًزمنا ولكننا في 73 ” لا اقول انتصرنا بل عبرنا وهم أيضا عبروا الى غرب السويس, وماذا عن نتيجة العبور ..اعترفنا باسرائيل..هل هذا نصر؟”, ويعتبر أن السادات قد ارتكب جريمة مماثلة لجريمة صدام بغزو الكويت وهي جريمة زيارة القدس ومعاهدة كامب ديفيد وأن تداعيات الجريمتين عبارة عن صورة طبق الأصل.

يعبر أحمد سعيد عن مشكلة من اختصروا مشكلة الأنظمة الشمولية القومية الديكتاتورية في هزيمة عسكرية أو اخطاء فردية، فربما كان من الممكن تفادي الهزيمة لسبب أو لآخر، ولكن المؤكد أن تلك الأنظمة كانت تحمل نهايتها في داخلها وفي أسس نشأتها من ديكتاتورية وكذب وتعبئة الشعوب وسيادة الرأي الواحد والقضاء على المعارضة، وهو ما أدى لكوارث مختلفة للأنظمة المشابهة، أنظمة البعث في سوريا والعراق ونظام القذافي في ليبيا، وصولا للاتحاد السوفيتي الذي تفكك دون حرب مباشرة، ولم يدرك الكثيرون حتى الآن أن الاعلام الصانع لفكرة الزعيم الملهم و تحكم الأجهزة الأمنية وكبت الحريات وسجن المعارضة هو المنبع الكبير لكل الانتكاسات والمصائب المستمرة.


2/11/2022

على الله حكايتك يا منسوب النيل


من قرابة ال 8 سنوات ومع دخول مصر منعطف العنف والحكم العسكري كان لا بد من ايجاد حجة للرد على المطالبين بحقوق الانسان على النسق الغربي أو العالمي، فنشأت واحدة من أكبر الأكاذيب الاعلامية على طريقة جوبلز وهي عبارة منسوبة لجيمس كاميرون رئيس وزراء بريطانيا " حين يتعلق الأمر بالأمن القومي لا تحدثني عن حقوق الانسان" واستخدمها المئات من الاعلاميين والكتاب والملايين من الشعب لفترة طويلة حتى بعد نفي السفير البريطاني بنفسه لتلك الشائعة.
ومنذ أسابيع قام الممثل العريض أحمد العوضي بنشر عبارة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي تقول «إذا انخفض منسوب النيل فليهرع كل جنود كمت ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيّد جريانه، منقوش على جدران مقياس النيل بالمنيل».ومع تأكيد المختصين عدم صحة العبارة، فمقياس النيل نفسه لم يكن موجودا أيام الفراعنة وأحيانا يتم نسب العبارة لمعبد فرعوني آخر مثل ادفو أو غيره حسب الظروف، ومع بحثي عن العبارة وجدت أنه تم الاستشهاد بها في مقالات قد نشرت في المصري اليوم والاهرام وجريدة الشرق الاوسط، فلا جديد في مصر ولم نتعلم طوال السنوات الماضية سوى أن نبحث عن ما يؤيد رغباتنا ويحمينا من الخوف حتى لو كان كذبة أو افتكاسة غير منطقية ونقلها بالسمع دون التحقق منها، من مديح هتلر للجندي المصري وصولا لتحويل العوضي جدران المعابد لمكان يحصل منه على "لازمة" جديدة قد تصل به لبطولة مسلسل فرعوني على طريقة سنرجي بدلا من عمرو يوسف.

2/10/2022

سرحان عبد البصير ..شاذ؟


في مسرحية "شاهد ماشافش حاجة"وفي حزء من الأجزاء القليلة اللي كان بيحذفها التليفزيون المصري بيتطور النقاش بين وكيل النيابة والمحامي ،انه وكيل النيابة مستغرب انه سرحان عبد البصير "عادل امام" عنده 28 سنة وماتجوزش وبيعتبر الستات زي اخواته فيرد المحامي مستنكرا
"عايز تقول ان استاذ سرحان الراجل الطيب المواطن الصالح ..شاذ"
اللي حصل ان وكيل النيابة بيكون عايز يشكك في شهادة سرحان اللي ممكن تبرأ المتهم،وبما انه موظف حكومة في التليفزيون وماقدرش انه يشكك في تصرفاته أو دوافعه،فقرر انه يلجأ للسلاح المفضل "الحياة الشخصية" وعلى طريقة الغمز واللمز المفضلة في الحالات دي ، فيتحول الموضوع ل هو ليه شخص موظف مرتبه كويس وعنده 28 سنة 🙂 وعايش لوحده مش متجوز ومالوش علاقات نسائية ايه اللي مانعه ،يكونش شاذ؟
وبالطريقة دي يخلي الشخص ده خارج عن قوانين المجتمع الاجتماعية والدينية والاخلاقية ومش معقول المجتمع والمحكمة تقبل شهادته.
واللي بيعمله أي نظام حاكم بانه لما يكون عايز يحشد المجتمع ضد أي فئة مش بس كونها قامت بجرايم قانونية او سياسية ،لاء لازم تلاقي اضافات من نوعية "علاقات مشبوهة وشذوذ وجهاد النكاح وبنات مالهاش أهل "والكلام ده بياكل مع الناس أكتر من الجرايم القانونية أو المشاكل السياسية أو الفساد المالي ، وده لأن المجتمع نفسه بينفس وبيفذ عدوانيته ضد أي نقطة ضعف ممكن يلاقيها ،فلو ماقدرش يبقى طبقى أو طائفي فعنده مدخل العدوانية الأخلاقية والدينية اللي لو حد اعترض عليها يبقى بيعترض على "النهي عن المنكر"، وبيمارس ده ضد أي حد حسب نقطة ضعفه ..طبعا الستات بتنال الجزء الأكبر لكن غيرها بيتعرض للعدوانية دي من أول الراجل اللي اتأخر في الجواز أو الشاب اللي مربي شعره أو لابس شورت،وصولا للزوجين اللي لسه ماخلفوش،وأنا شخصيا كنت أعرف حد في حي سعر الشقة فيه فوق المليون، الجيران بعلاقاتهم خلوا ظابط من القسم يخبط عليه ويطلب انه يفتش الشقة وده طبعا من غير اذن تفتيش ولا حاجة ، وده لأنه كان بيستقبل أجانب في شقته،ويمكن لولا ان والده صاحب علاقات مماثلة للجيران كانوا عملوا الموضوع بنفسهم.
الحل بالنسبالي هو احترام حرمة "الحرية الشخصية" من الجميع وأولهم الدولة وبعد ما الدولة تحترمه ويبقى مافيش عقاب قانوني مادام الموضوع في حدود الحرية دي نتحول للاحترام المجتمعي لجملة "دي حياته\ها وشيء مايخصناش" وانه زي ما انت ماتحبش ان حد يتدخل في ابسط حاجة زي شكل لبسك أو لبس مراتك وأطفالك أكيد مفترض انك ما تتدخلش في حياة الآخرين باي حجة دينية أو أخلاقية أو تنويرية.

2/09/2022

مستقبل وطن الهتيفة في كأس افريقيا

 

في رواية ابراهيم عبد المجيد "بيت الياسمين" يعمل البطل (شجرة محمد علي) في مصنع حكومي في الاسكندرية يقوم فيه بترتيب مظاهرات التأييد للسادات بمشاركة العمال والسائقين بمقايل مالي، ولكنه يقوم باختلاس بعض تلك الأموال فلن يضر أحد أن لا يذهب البعض للمظاهرات، تستمر رواية بيت الياسمين وسط شعور البطل بالشجن في مدينة تتغير وتفسد مع الهجمة الانفتاحية على الاسكندرية، يختلف الواقع في 2022 عن رواية ابراهيم عبد المجيد، فجمال حمدون يظهر في الصورة مبتسما وهو يركب الطائرة على حساب حزب "مستقبل وطن" ذاهبا للكاميرون كمشجع مصري معتمد يرتدي جلبابا بألوان علم مصر حتى يموت - على حسب تعبيره- ويقوم بالتسجيل مع القنوات الفضائية المصرية والعربية ويستطيع الوصول للكواليس والحصول على صورة مع محمد صلاح،
حمدون الخمسيني ابن كفر الزيات، والذي تقول بعض المواقع انه يعمل كموظف حكومي في شركة الملح والصودا، لا يقتصر نشاطه على مباريات الكرة بل يظهر في 25 يناير 2016 في ميدان التحرير بمانشيت في "المصري اليوم" «التحرير» في ذكرى الثورة: غاب الشباب وحضر «الرجل العلم»، كممثل للمصريين المؤيدين للسيسي في غياب شباب الثورة، فلا شيء أكثر وطنية من أن تتحول ل "رجل العلم" كشعار يمشي على قدمين، ثم يظهر ثانية في 2018 وهو يحرر توكيلا للسيسي من أجل الترشح لفترة ثانية بلقب "كبير مشجعي مصر"، وتشجيع مصر هو تشجيع الرئيس على استمراره في الحكم طبعا، وفي اليوم التالي كان رد الجميل من مجلس النواب وعن طريق رجل أعمال سكندري أيضا
"وعد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، المشجع جمال حمدون، بأنه سيخاطب المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة لتوفير الدعم له للسفر إلى روسيا من أجل تشجيع منتخب مصر.
وطلب "حمدون"، من رئيس اللجنة ضرورة دعمه من أجل السفر إلى روسيا لمساندة منتخب الفراعنة بمبارياته فى كأس العالم."
فلا جديد تحت الشجرة في مصر في مثلث السلطة ورجال الأعمال والهتيفة، ولا عزاء للصامتين

2/08/2022

من يبايعني على الموت.. من أجل صلاة التراويح

 ال الانفعال” تعبير ذكره أحمد خالد توفيق في أحد مقالاته نقلا عن الكاتب محمد حسنين هيكل وهو يصف المبالغة في الهجوم على رواية “وليمة لأعشاب البحر” ، الرواية التي هاجمها التيار الاسلامي في مصر بمظاهرات ومقالات في جريدة “الشعب” أشهرها مقال للكاتب محمد عباس بعنوان “من يبايعني على الموت”، يبدو تعبير “هيكل” منطبقا بشدة اليوم على ما تقوم به تيارات الاسلام السياسي وأدواتها الاعلامية من “تسخين” للمصريين بسبب اغلاق المساجد ، وما تلاه من منع لصلوات الجمعة والجماعة، ويزداد هذا الافتعال مع قدوم شهر رمضان وصلاة التراويح لتبدأ تلك الجماعات في تبني خطاب يردد عبارات يتهم بها النظام الحاكم بأنه ضد شعائر الاسلام وأنه قد اتخذ من الكورونا فرصة لاغلاق المساجد ، مع مقارنات بتصوير المسلسلات وتزاحم الناس في المواصلات العامة ، وهو اتهام غير حقيقي فالنظام الحاكم لا يريد غلق المساجد ولكنه يريد السيطرة عليها ، وهو ما تحقق بشكل كبير وأعطى للنظام فرصة أن يقوم هو الآخر باستغلال الدين من أجل مصلحته السياسية ، بل وقام النظام ببناء العديد من المساجد الجديدة والضخمة كمسجد “الفتاح العليم” في العاصمة الادارية الجديدة ، وهو ما يؤكد أن النظام ليس عدوا للاسلام ولكنه يريد فرض نسخته الخاصة من الاسلام التي تضمن له استقرار الحكم وهو نفس ما قامت به جماعات الاسلام السياسي ، فالمعركة واحدة وهي استغلال كل طرف للدين من أجل مصلحته وتكفير الطرف الآخر واعلان خروجه عن “الاسلام الصحيح ” بالطبع هناك مصريون مسلمون يشعرون بالحزن لاغلاق المساجد ولكن أغلبهم يعرف أن هذا الاغلاق متعلق بوباء خارج عن ارادة الجميع وهم يتمنون انتهاءه من أجل العودة للحياة الطبيعية بما فيها من مقاهي ومساجد ومطاعم ، ولكن جماعات الاسلام السياسي تلعب على وتر الدين وعلى نغمة الاضطهاد المحببة لدى كثير من المسلمين لتحقق انتصارا سياسيا تحت عنوان نصرة الاسلام .كان من الأجدى أن تقوم تلك الجماعات بدورها كمعارضة سياسية تنتقد الأخطاء والأضرار التي ألمت بالناس جراء التعامل الحكومي في هذه الأزمة والذي أصاب أحيانا وأخطأ أحيانا ، ولكنهم فضلوا اللجوء الى السلاح السهل والرخيص والمفتعل “انهم يحاربون الاسلام” .

2/07/2022

مواسم الكراهية في عصر الكورونا

كا ن الاعتقاد السائد أنه عندما تواجه البشرية خطرا داهما سوف ينسى البشر خلافاتهم ولو مؤقتا وسوف يقفون  جنبا الى جنب من أجل حماية الجنس البشري ، ولكن مع تصاعد خطر جائحة الكورونا بدا أن العكس قد حدث ، فلقد أظهرت العديد من الدول والكثير من البشر قدرا من الكراهية والانتقام مستغلين كورونا كوسيلة لتصفية الحسابات مع الأعداء والمختلفين معهم .

باعتبار أن بداية الفيروس جاءت من الصين ، فلقد اعتبرها الرئيس الأمريكي فرصة للانتقام من الصين التي طالما اعتبرها عدوا للولايات المتحدة ، ليصف فيروس كورونا بالفيروس الصيني وهو ما رفضته الصين معتبرة أن ذلك يعتبر بمثابة وصم للصين والصينيين ،وقد جاء ذلك ردا على قيام متحدث باسم الخارجية الصينية بتوجيه الاتهام والتساؤل عن كون الجيش الأمريكي هومن أدخل السلالة الجديدة للفيروس الى الصين .

وبينما اتهم مرشد الثورة الايرانية خامنئي أمريكا باحتمال تورطها في صنع الفيروس أو قيامها بارسال  دواء يؤدي الى تفشي الفيروس وليس علاجه ، عرضت الولايات المتحدة ارسال مساعدة طبية لايران ولكنها في الوقت نفسه رفضت رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران ،وبينما تتهم ايران الولايات المتحدة فلقد تم اتهامها من قبل خصمها السياسي الأكبر في المنطقة السعودية التي اتهمتها من خلال مجلس الوزراء السعودي بنشر الفيروس وذلك بسبب ادخالها لمواطنين سعوديين دون ختم جوازتهم وهو ما اعتبرته السعودية  خطرا صحيا ومسئولية ايرانية عن انتشار الفيروس ، كذلك لم تكتف السعودية بما أصاب أسواق العالم من انهيار بسبب الكورونا فقررت القيام بالقضاء على خصومها في انتاج البترول واخراجهم من السوق وذلك عن طريق زيادة انتاجها بشكل مفرط من البترول لتصيب أسواق المال في العالم بصدمة اضافية .

أما الخصومة السياسية القائمة بين النظام المصري والنظامين القطري والتركي فان تلك الأنظمة لم تفوت الفرصة في الاستفادة من الكورونا لتحقيق انتصارات والحاق الضرر بالخصوم ،فقبل الاعلان عن حالات مصابة في تركيا يعلن أحد الاعلاميين المصريين المقربين من النظام بوجود عشرات الحالات في تركيا وأنها قد أصبحت مقبرة السائحين وأنها تخفي أعداد المصايبن وأنها ستصبح الدولة رقم 2 في عدد الحالات بعد الصين ،بينما كانت المواقع والقنوات التابعة لقطر وسيلة لنشر الشائعات حول عدد الحالات في مصر غير مستندة لأرقام حقيقية أو موثقة ، كما عملت على استجداء المشاعر الدينية ضد القرارات المتخذة بايقاف صلوات الجماعة في مصر والتلميح الى أنها حرب من الحكومة ضد الشعائر الدينية والمتدينيين .

فلنقتلهم بالكورونا

كذلك اعتبر العديد من المواطنين العرب أخبار تفشي كورونا في اسرائيل بالاخبار السعيدة ، ويبدي الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي سعادته وسخريته من اصابة ووفاة الاسرائليين ويمطرونه بالدعوات المتمنية المزيد ، وكأن كورونا هو سلاح للمقاومة بديل لحالة العجز العربي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ، كذلك كانت هناك نبرات شماتة  وسخرية بسبب اصابة عدد كبير من الأوروبيين بالفيروس والتشفي عن طريق انعكاس الوضع بأن يصبح الأوروبي هو من يتمنى اللجوء الى افريقيا والدول العربية عن طريق تلفيق خبر عن الامساك بقارب هجرة غير شرعية في مصر قادم من ايطاليا ، زكذلك كانت الفرصة سانحة لأصحاب التوجهات العنصرية ضد الصينيين لاشاعة معلومة غير صحيحة عن انتشار الكورونا بسبب أكل الصينيين للخفاش ووصلت العنصرية  لانزال مواطن صيني من قبل السائق وتعرضه للتنمر .

واستمرت المعارك القائمة بين أتباع الأديان المختلفة على مواقع التواصل فيمكنك مشاهدة التعليقات الساخرة من العقيدة المسيحية ردا على خبر دعوة البابا في مصر لاقامة صلاة جماعية من أجل تدخل الله وحفظ البلاد والعالم من كورونا ، وكذلك اشتعلت المعارك بين العلمانيين والمتدينيين في مصر وبخاصة  الجدل الذي كان قائما حول اقامة صلاة الجمعة ، فهناك من تمنى اغلاق المساجد على هؤلاء المتدينيين ليصابوا بالعدوى وحدهم دون ايذاء باقي المجتمع واعتبروهم السبب في انتشار الفيروس ، وفي المقابل اتهم المتدينون العلمانيين بأنهم كارهين للصلاة وللدين ومنهم من اعتبر الفيروس فرصة للدعاية للنقاب وعدم الاختلاط ومن اعتبره عقابا الهيا بسبب كثرة المعاصي ، كذلك وجد بعض كارهي الراسمالية كورونا فرصة للتبشير بنهاية الراسمالية والفرحة بهزيمتها .

لم تقتصر معارك كورونا على القضايا الكبرى بل واصل الكثيرون اعتبارها سلاحا للانتصار في المعارك الصغيرة ، فبين ناشطة نسوية نعنبر بقاء الرجال في المنزل بسبب كورونا بمثابة فرصة لاجبارهم على القيام بنصيبهم من أعمال المنزل ، وبين رئيس نادي كروي يرى أن تأجيل الدوري عقاب من الله ، وجاء خبر قيام بعض الأفراد بعمل مسيرة في الاسكندرية بسبب الفيروس بمثابة فرصة لتصفية الحسابات ، فاعتبر مؤيدي النظام في مصر هذه المسيرة مؤامرة اخوانية للاخلال باستقرار الدولة ، واعتبرها   بعض أصحاب شعار “التنوير” مؤامرة سلفية ، واحتفى بها اعلام الاخوان باعتبارها اثباتا للهوية الاسلامية ومعارضة للنظام ، واعتبرتها وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للسخرية والانتقام من الاسكندرانية الذين يقومون بالسخرية من “الفلاحين ” ، لم ينظر أحد للخوف الانساني الذي قد يكون الدافع الأكبر لاحتياج الانسان لأن يهتف الله أكبر وأن يحس بتواجده ضمن مجموعة تحسسه بالأمان في مواجهة الوباء ، وهو مشهد مشابه لمشهد النهاية في فيلم “النوم في العسل ” عندما خرج الناس في مظاهرة ليقولوا آآه .

أضواء في ظلام مواسم الانتقام

بالطبع لم تتحول البشرية بالكامل لأدوات انتقام في مواجهة جائحة كورونا  فهناك الكثير من المواقف المضيئة التي تحمل الأمل وسط المأساة ، فممثل قنصلية ايطاليا في مصر يشكر مستشفى اسنا في صعيد مصر  لانقاذهم حياة 10 سائحين ايطاليين فوق ال 70 عاما ورعايتهم كالمصريين ، وهناك مطاعم مصرية فتحت أبوابها مجانا للمحتاجين ، وأصحاب مطاعم شعبية تبرعوا بالملايين ،وجددت الصومال التأشيرة ل7 ايطاليين ليستمر وجودهم في الصومال خوفا من تفشي الوباء في ايطاليا ،كذلك قامت دولة الكويت بتخطي الخلافات السياسية وقدمت 10 ملايين دولار كمساعدة انسانية لايران واستنكرت العقوبات الاقتصادية الموقعة عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية .

نعم استمرت الكثير من الظواهر السلبية في العالم والمجتمعات مع وجود جائحة الكورونا ، الا أن العالم سوف يحتاج عاجلا أو آجلا لمراجعة الكثير من أفكاره وعيوبه  بعد انتهاء هذه الأزمة ، فخطاب العنصرية وكراهية الآخر لم يحمي مجتمعا بعينه أو عنصرا دون الآخر ، فالكارثة لم تفرق بين ابيض أو أسود أو بين غني وفقير فالعالم احتاج الجميع بكل أجناسه وطبقاته .

لا بد أن تتغير أولويات الانفاق العالمي فثبت أن انفاق الدول لمئات المليارات على السلاح لم يحمي دولة مثل الولايات المتحدة صاحبة أقوى ترسانة عسكرية في العالم ، ولم يحمي دولا عربية كثيفة الاستيراد للسلاح مثل السعودية ومصر ، فلقد احتاجت الشعوب للبنية الصحية والمؤسسات العلمية التي تحصل على نسبة ضئيلة من الموازنات المالية مقارنة بميزانيات السلاح .

كذلك أثبتت الأزمة تراجع منطق ترك الدولة المجال بالكامل للقطاع الخاص المعتمد على الربح الذي لا يمكن الاعتماد عليه وحده في الأزمات ، فلا بد من استمرار دور الدولة في قطاعات مثل الصحة والتعليم   لتستطيع مواجهة الأزمات الكبرى ، وكذلك ستتم اعادة النظر في الرؤى المهتمة بالاقتصاد على حساب أرواح البشر وحياتهم والمستعدة للتضحية بجزء من الشعب حتى يستمر الاقتصاد مزدهرا ، اما أن نستفيد من دروس المحنة واما أن نحولها أن نحولها لموسم جديد من مواسم الكراهية ، فماذا نحن فاعلون ؟